الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بين ركح قرطاج وكواليسه: العبدلي يضحك الجماهير .. ويهين الصحفيين

نشر في  19 أوت 2016  (12:15)

لا يختلف اثنان في كون الممثل لطفي العبدلي حقق خلال هذه الصائفة نجاحا كبيرا خاصة على مستوى حضور الجمهور، وهو ما اثبته عرضه الأخير بمهرجان قرطاج الدولي، حيث فاق عدد الجمهور طاقة استيعاب المسرح بكثير، كما لا يمكن أن نختلف في ذكاء العبدلي، وتسليطه الضوء في مسرحية "ماد ان تونيزيا" على شواغل الشعب التونسي بطريقة كاريكاتورية تحمل في طياتها الكثير من السخرية، هو مبدع في مجاله ولكن..
ما نريد تسليط الضوء عليه خلال هذا المقال وقبل التطرق الى عرضه في قرطاج لاحقا، هو ما جاء خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض، حيث لم يتوان العبدلي عن اهانة الصحفيين بطريقة فضّة تحمل الكثير من التجريح، لطفي لم يرق له سؤال أحد الصحفيين الذي تمحور حول اعتماده على ألفاظ "نابية" في المسرحية، حيث ذكر هذا الأخير في سؤاله ان العبدلي يعتمد على لغة الضعفاء لاضحاك شعب جاهل وغير مدرك للثقافة الجنسية، سؤال اثار حفيظة لطفي العبدلي وكانت اجابته بأن نعت الصحفي بالجاهل، وبأن الندوة ليست للنقد المسرحي بل لتسليط الضوء على نجاحه، وبتدخل بعض الزملاء ولومه على عدم قبول السؤال بصدر رحب، اكد العبدلي ان علاقته مع الاعلام طالما كانت متوترة وبأنه ليس في حاجة الى الاعلام، كما قام بطرد بعض الصحفيين بطريقة مهينة، حيث قال حرفيا لزميل باذاعة الشباب " هز القصرية اللي فوق راسك وطير انت وياها"، قبل ان يطلب من كل من لم تعجبه اجابته مغادرة الندوة، وهو ما حصل فعلا حيث غادر معظم الصحفيين، وقاطعوا ندوة العبدلي، الذي لم يبد أدنى احترام للعدد الهام من وسائل الاعلام التي واكبت عرضه وانتظرت ندوته لساعة متأخرة من الليل..
للطفي العبدلي نقول: ما هكذا يا لطفي تورد الإبل.. ونجاحك لا يجب ان يجعل منك مغرورا او يدفعك الى اهانة السلطة الرابعة التي لولاها، لما تمكنت من الوصول الى ما أنت عليه اليوم، وكما أخبرتك خلال الندوة، علاقة الصحفي بالفنان يجب ان تكون علاقة تواصل لا عداء لأننا نكمل بعضنا البعض، ومن العيب ان تصف كل من تحول لتغطية عرضك بصحفيي مهرجان، وبأنهم عاجزون عن النقد المسرحي"..

سنــاء المــاجري